رمسيس الرابع.. تولى الحكم بعد مؤامرة ذبح فيها أبيه

كان رمسيس الرابع أو "هقا ماعت رع" هو ثالث حكام الأسرة العشرين، كان خامس أبناء رمسيس الثالث وأصغرهم سنًا، وصار ولى العهد بحلول العام الثانى والعشرين من حكم والده، وقد حكم مصر من 1151 ق.م حتى 1145 ق.م ، ويعتقد أنه كان فى الأربعينات من عمره حينما اعتلى عرش مصر.
بدأ، فى بداية عهده، بإطلاق حملة إنشاءات عملاقة تضاهى إنشاءات رمسيس الثانى؛ فضاعف عدد الفنانين فى دير المدينة إلى 120 رجلاً، وأوفد عدة بعثات استكشافية إلى محاجر وادى الحمامات ومناجم الفيروز فى سيناء، إلا أنه لم يعش طويلاً ليحقق أهدافه، وسجلت لوحته الصخرية العملاقة - الموجودة بوادى الحمامات- أن أضخم بعثة استكشافية أرسلت فى العام الثالث من حكمه، وتألفت من 8,368 رجلا، جزء من برنامجه كان توسعة ضخمة لمعبد "خونسو" الذى أنشأه أبوه فى الكرنك، وبناء معبد جنائزى كبير بالقرب من معبد حتشبسوت.
أهم وثيقتين وصلتا من عهده كانتا بردية هاريس 1، والتى تمجد عهد أبيه، رمسيس الثالث، بسرد إنجازاته وهداياه لمعابد مصر، بردية تورين وهى أقدم خريطة جيولوجية بعد ستة أعوام قصار توفى رمسيس الرابع ودفن فى المقبرة فى وادى الملوك، زوجته الرئيسية كانت تنتوپت، والتى دفنت فى المقبرة وادى الملوك أيضا .
مات الملك رمسيس الرابع شابًا ودفن فى وادى الملوك، ثم نقلت المومياء لاحقاً إلى خبيئة الدير البحرى مع غيرها من المومياوات الملكية، وقد أعيد لف الجسد فى اللفائف الأصلية بالقدمين المكسورتين اللتين لم تفقدا.
وقد وجد أن الملك كان أصلع، وهذه هى أول مومياء فى ذلك العصر لها ثقب بالأذن، كما كانت أظافر الأصابع مغطاة بطلاء أظافر، وكانت يدا المومياء متقاطعتين على الصدر فى الوضع الأوزيرى.
تولى رمسيس الرابع الحكم بعد ظروف وفاة رمسيس الثالث بعد مؤامرة عليه، حيث قتل بسكين حاد تسبب فى قطع ذبحى فى الرقبة أحدثه القاتل الذى فاجأ ضحيته من الخلف وقد نشرت المجلة الطبية الإنجليزية نتائج البحث الذى استغرق عامين والتى توصل إليها الفريق المصرى برئاسة عالم الآثار زاهى حواس، والذى أكد بأن المحنطين كانوا يتعاملون مع مومياء ملك قتل غدرا.
حادثة القتل تؤكدها وجود بردية شهيرة باسم مؤامرة الحريم تشير إلى قيام الملكة "تيا" الزوجة الثانية للملك رمسيس الثالث بتزعم مؤامرة ضد الملك لتنصيب ابنها "بنتاؤر" ملكا على مصر بدلا من الملك رمسيس الرابع الأمير الوراثى لأبيه، كما درس الفريق المصرى الحمض النووى لمومياء الرجل المجهولة الذى عثر عليها داخل خبيئة المومياوات، وتأكد ارتباط المومياء بصلة الابن للأب أو العكس بمومياء الملك رمسيس الثالث، ولأن الملك رمسيس الثالث بلغ من العمر60 عاما بينما المومياء المجهولة هى لرجل شاب مات فى عمر الـ25 سنة .