المحارب "حور عحا": فرعون مصر الغامض
صفحة 1 من اصل 1
المحارب "حور عحا": فرعون مصر الغامض
يعتبر الفرعون حور عحا ثانى فراعنة الأسرة الأولى فى مصر القديمة، عاش تقريبًا فى القرن الحادى والثلاثين قبل الميلاد، وذكر المؤرخ المصرى مانيتون أن عحا حكم مصر حوالى 62 عامًا.
كان شائعًا تقديم الفراعنة لاسم حورس قبل أسمائهم، وعحا تعنى "المُحارب"، ويجمع علماء المصريات بالتوفيق بين اثنين من السجلات التى تربط اسم حور عحا مع الاسم النبتى إيتى.
كان هناك بعض الجدل حول حور عحا فيعتقد البعض أنه الفرعون مينا وهو من وحد مصر، ويدعى آخرون أنه كان ابن نارمر، الفرعون الذى وحد مصر. وأن نارمر ومينا ربما كانا فرعونا واحدا يشار إليه بأكثر من اسم.
اكتشف جى دراير فى أم العقاب مقبرة مير نيث وكان مدرج حور عحا بها أنه الفرعون الثانى من الأسرة الأولى وكان سلفه نارمر موحد مصر العليا ومصر السفلى إلى المملكة الواحدة، وربمَّا اعتلى حور عحا العرش فى أواخر القرن 32 ق.م. أو أوائل القرن 31 ق.م. ووفقا لمانيتو، أصبح فرعونا فى سن الثلاثين تقريبًا، وحكم البلاد حوالى ستين عاما.
يبدو أن حور عحا قد أجرى العديد من الأنشطة الدينية، وسجلت زيارته لمَقْدِس الإلهة نيث على عدة لوحات خلال حكمه، ويقع مَقْدِس نيث فى الشمال الشرقى من دلتا النيل فى ساو.
وتشير نقوش الأوعية، والأختام من مقبرة حور عحا والملكة نيث حوتب أن هذه الملكة توفيت فى عهد عحا، وأنه رتب لدفنها فى المصطبة المهيبة المُكتشفة من قبل جاك دى مورغان ويعتقد بأن الملكة نيث حوتب هى أم عحا، وتم اختيار نقاده كمكان للمقبرة لنيث حوتب، وهو إشارة قوية إلى أنها جاءت من هذا الإقليم، وهذا بدوره يدعم الرأى القائل بأن نارمر تزوج عضوًا من العائلة الملكية التاريخية لنقاده لتعزيز هيمنة ملوك ثنى على المنطقة.
تؤرخ أقدم المصطبات فى سقارة جبانة شمال ممفيس بأنها تعود إلى عهده، وتعود المصطبة إلى عضو من نخبة الإداريين الذى قد يكون أحد أقرباء حور عحا، كما كانت العادة فى ذلك الوقت، ويعد هذا مؤشرًا قويًا على الأهمية المتزايدة لممفيس خلال عهد عحا.
تبقى عدد قليل من القطع الأثرية من عهد حور عحا، ومع ذلك فإن وجود رءوس وفئوس نحاسية مصنوعة بدقة، وبقايا أوعية خزفية، وصندوق عاجى ورخام أبيض منقوش يشهد بازدهار الحرف خلال عهد عحا.
ووجود نقش على لوح عاجى من أبيدوس يوحى بأن حور عحا قاد رحلة استكشافية ضد النوبيين على لوح سنة، وذكر صراحة "مُحاربة تا سيتى"(أى النوبة).
وخلال عهد حور عحا، انخفض مستوى التجارة مع بلاد كنعان الجنوبية، وخلافا لسلفه نارمر، لم يشهد حور عحا أى أنشطة خارج وادى النيل، قد يشير هذا إلى الاستبدال التدريجى لتجارة المسافات الطويلة بين مصر وجيرانها من جهة الشرق واستغلال أكثر للموارد المحلية من قبل المصريين، وتحليل شظايا الأوعية من موقع استيطانى مصرى فى عين حبيصور يشير إلى أنه كان نشطًا خلال عهد حور عحا، ومن المعروف أن مستوطنات مصرية أخرى قد نشطت فى ذلك الوقت، وكذلك (بيبلوس وعلى طول الساحل اللبنانى)، ووجدت بمقبرة حور عحا شظايا لأوعية من كنعان الجنوبية.
ووفقا لمانيتو، كان حور عحا يحمل معه فرس النهر، وتجسيدًا للإله سيث، طبقًا لنظرية أن حور عحا هو نفسه مينا الأسطورى، قصة أخرى تقول إن حور عحا قُتل على يد فرس النهر بينما كان يُمارس الصيد.
عثر للفرعون عحا مقبرتين إحداهُما فى أبيدوس والأخرى أضخم تقع فى منطقة سقارة، ما أصبح تقليدًا تبعه معظم الفراعنة بعده تقع مقبرة حور عحا بمنطقة مقابر ملوك الأسرة الأولى فى أبيدوس، والمعروفة باسم أم العقاب، وتتألف من ثلاث غرف كبيرة متاخمة مباشرة لمقبرة نارمر المقبرة عبارة عن غرف مستطيلة، وحفر مباشرة فى الطابق الصحراوى، جدرانها مبطنة بالطوب اللبن.
وكان لمقابر نارمر وكا غرفتان مجاورتان فقط، فى حين أن مقبرة حور عحا تضم ثلاث حُجرات أكبر ومنفصلة، والسبب فى هذه النوع من العمارة هو صعوبة بناء أسقف كبيرة فوق الغرف، واستخدمت الأخشاب لهذه الهياكل والتى كانت ما يتم استيرادها من فلسطين.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى