سولون.. أحد عظماء الإغريق السبعة

ولد سولون 638 ق.م وتوفى 558 ق.م، وهو شاعر ورجل قانون أثينى قام بسن مجموعة من القوانين الإصلاحية والتى تعارضت مع نظام الدولة المتبع آنذاك، ورغم أن إصلاحاته فشلت فيما بعد إلا أنه يعتبر الممهد لقيام ما تم تسميته لاحقا بالنظام الأثينى الديمقراطى.
يعتبر سولون من حكماء الإغريق السبعة الذين يعود لهم الفضل فى سن قوانين اجتماعية متقدمة، وذلك بعد حرب أهلية خاضها الفقراء ضد طبقة الملاك، وسمى قانونهم قانون أتيكا، ويتضمن حق الملكية الفردية المحدودة وحق الشعب فى الإشراف على مؤسسات الدولة، وحق الجماعة فى تشكيل وحدة لها قوانينها الخاصة التى تحكمها وتخضع لقانون الدولة العام.
وُلد سولون فى أثينا لعائلة نبيلة، واشتهر فى البداية بوصفه شاعرًا وقد أدت قصائده دورًا كبيرًا فى حث الأثينيين على استرداد جزيرة سلاميس التى كانت تحت أيد أجنبية لفترة طويلة، أُعطى قيادة القوات التى أرسلت لاسترداد الجزيرة وقد قام بإخضاعها بشكل سريع وتم اختياره بعد ذلك أرخونًا الحاكم الأول وأوكلت إليه سلطة تغيير القوانين.
كانت أثينا فى حاجة ماسة للتغيير السياسى والاقتصادى، وكان القدر الأكبر من الثروة متمركزًا فى يد قلة من المواطنين ذوى النفوذ، وكان المزارعون قد أجبروا على رهن أراضيهم مقابل استدانة المال مقدمين أنفسهم وأسرهم ضمانات للدين.
فأصدر سولون قانونًا يلغى كل تلك الديون والرهونات، ويحرر الذين أصبحوا أرقاء، وقام أيضًا بتعديل النظم المالية، مما سهل التجارة الخارجية وكان التعديل الوحيد الذى أدخله سولون فى تجارة أثينا الخارجية هو إصدار قانون يمنع تصدير الحبوب.
أعادت إصلاحات سولون الدستورية، تقسيم المواطنين إلى أربع طبقات وفقًا للدخل، ويسمح للمواطنين من كل الطبقات بأن يُصبحوا أعضاء فى الجمعية التشريعية وفى المحاكم المدنية، وقد أسس سولون مجلسًا من 400 شخص، ليضطلعوا بالسلطات السياسية فى الأريوباغوس المجلس القضائى، وأقام المحاكم الشعبية التى يستطيع المواطنون أن يحتكموا إليها ويستأنفوا ضد قرارات موظفى الدولة.
قد أبقى سولون على الشروط القديمة التى بموجبها يحق فقط للطبقات الثلاث العُليا تولى المناصب العامة العُليا ويحق فقط لأعلى طبقة بتولى منصب الأرخون، وقد أبقت هذه الشروط على الأوليغاركية، أى حكم الأقلية، ولكن إصلاحات سولون كانت خطوة مؤكدة فى طريق الديمقراطية.
وقد قيل إن سولون جعل الأثينيين يَعِدُونه بالالتزام بقوانينه لمدة 10 سنوات، وترك البلاد بعد ذلك، وعندما رجع بعد 10 سنوات وجد البلاد تخوض حربًا أهلية وسرعان ما سيطر بيزيستراتوس على الأمور، وبعد معارضته بيزيستراتوس تقاعد سولون وابتعد عن الحياة العامة