الهيئة القومية للاستشعار في مصر

رئيس الهيئة القومية للاستشعار ل"الجمهورية":
مصر تستعيد دورها الإقليمي والدولي عبر الفضاء
الدولة رفضت تعيين 28 مهندساً "متخصصاً" منذ 2012 فهربوا للخارج
أجري الحوار: بثينة عبدالحميد
البرنامج الفضائي لم يحتمل الصدمة. فأصيب بالسكتة القلبية. وتوقف النبض حزناً علي فقد أول العنقود.. فلا حس ولا خبر!!.. وأنست الأحداث المتلاحقة التي عاشتها وتعيشها مصر منذ 25 يناير 2011 حتي الآن البرنامج الفضائي. والأموال التي ضاعت علي الدولة في تصميم وتصنيع وإطلاق القمر. والمحطة الفضائية التي أنشئت في القاهرة الجديدة للتحكم في القمر. واستقبال الصور الفضائية.. لعدم الاستفادة من كل هذه الإمكانيات.
ولكن جاءت زيارة الدكتور عصام صبحي المستشار العلمي لرئيس الجمهورية للهيئة مؤخراً.. وإصراره علي عودة برنامج الفضاء المصري مرة أخري. لتعيد الأمل في إمكانية عودة الحياة للبرنامج العملاق.. فهل سينجح فعلاً د.صبحي في إعادة الحياة لبرنامج الفضاء. وفصله عن الهيئة وتفعيله. وتصبح لدينا فعلاً الهيئة المصرية للفضاء.. هيئة تابعة لرئاسة الجمهورية مباشرة. ومهمتها تنفيذ البرنامج الفضائي المصري؟!!
¼ التقينا الدكتور مدحت مختار.. رئيس الهيئة القومية للاستشعار عن بعد. وعلوم الفضاء.. سألته: أين أنتم؟!!... واستطردت: أنتم كيان كبير واسم يخض.. ومع ذلك لا يشعر المواطن بدوركم؟!!
û قال: أعترف بالتقصير في الفترة السابقة.. فالهيئة فعلاً بيت خبرة مسئولة عن توطين تكنولوجيات معينة. ونتيجة لعدم اهتمام الحكومات المتتالية بالهيئة ودورها. فقد غابت عن الاهتمام ببعض هذه التكنولوجيات كالاستشعار بالرادار. والتصوير الطيفي. والليزر الحراري.. وكلها تهدف إلي دعم مشروعات التنمية والتخطيط.
استعادة القدرات
.. وأضاف: بدأنا نستعيد قدراتنا في هذه التكنولوجيات. وذلك من خلال الدورات التدريبية للمتخصصين فيها لتوطين هذه التكنولوجيات.
.. وأشار إلي أن الهيئة تضم 8 شُعب في جميع المجالات المعنية بالتنمية من زراعة وعلوم بحار واستخدامات أراض ومياه وجيولوجيا. وثروة معدنية. وعلوم فضاء. وتدريب.. ويعمل بكل هذه الشعب 54 أستاذاً وباحثاً ومساعداً بالإضافة إلي 120 معاوناً.
.. وهذا لا يهم.. يستطرد: إذ تشترك كل التخصصات في كل الدراسات التي تجري بالهيئة.. أي تضم الفرق البحثية باحثاً من كل شعبة.. ولن أذيع سراً إذا قلت إن الهيئة تعاني من تسرب الكفاءات بها إلي الخارج.
* سألته: ما رأيك في استقلال البرنامج الفضائي عن الهيئة؟!!
الاستقلال التام .. أو
û قال: إنه علي الرغم من صعوبة هذا الفصل بالنسبة لي كرئيس للهيئة إلا أنني أؤكد ضرورة استقلال البرنامج الفضائي بكيان له تشريعات تسمح له بتحقيق الأهداف التي أنشئ من أجلها. ويتبع رئيس الجمهورية مثلما يحدث في العالم كله.
كارت الفضاء
.. وقال: إن كارت الفضاء يعد أهم كارت للتفاوض مع الدول في جميع المجالات وعلي جميع المستويات..پودلل علي ذلك بأنه علي الرغم من موقف الاتحاد الافريقي من مصر.. إلا أننا نمارس دورنا بشكل طبيعي في مجال الفضاء من خلال وزارة الخارجية في الدول الأفريقية والتعاون معها.
البرنامج .. علي الورق
* قلت: مادام هذا رأيك في البرنامج.. فما سبب القصور في تنفيذه بالشكل المطلوب؟!!
* قال: للعلم.. أنا توليت رئاسة الهيئة منذ عام فقط.. وكنت قبلها نائباً لرئيس الهيئة. وهذه الفترة لا تسمح بالمرونة في الحركة. ولكن عموماً البرنامج الفضائي ليس مظلة شرعية وليس له قرار ينص عليه. أو قانون. أو لائحة.. وليس برنامجاً. إنه مجرد مشروع.. موضحاً أن الهيئة تستضيف البرنامج منذ 15 سنة. وهو هنا بمثابة مشروع علمي.
توطين تكنولوجيا الفضاء
* قلت: ولكن اسم الهيئة يدل علي أن الفضاء يدخل في هيكلها التنظيمي.. أليس كذلك؟!!
* قال: المسمي هو "الهيئة القومية للاستشعار من البعد. وعلوم الفضاء" ولا تختص بتكنولوجيا الفضاء.. والبرنامج بهدف في الأساس إلي توطين التكنولوجيا الفضائية والدخول في تصنيع وإطلاق الأقمار الصناعية.. وبسبب عدم وجود مظلة شرعية. حدث قصور في تنفيذ البرنامج.. لأن الهيئة لا يمكنها تطبيق قانون المزادات والمناقصات علي الأعمال المرتبطة بتصنيع الأقمار الصناعية.
بالفهلوة
* سألته: إذا كان هذا هو الوضع.. هل تم تصنيع القمر الصناعي "مصر سات 1" وإطلاقه بالفهلوة.. أم ماذا؟!!
*قال: نعم بالفهلوة.. فالبرنامج كما أؤكد ليست له لائحة يدار بها..
* قلت: هل هذا يعني أن تسرب المهندسين الذين شاركوا في القمر الصناعي الأول إلي أوكرانيا كان بسبب الفهلوة؟!!
.. وبالمناسبة.. قوام البرنامج.. كم.. وكم عدد المتسربين؟!!
* قال: إنني أتصور أن عدم وجود تشريع للبرنامج تسبب في أن معظمهم تعاقدوا ولم يتم تعيينهم. وهذا أهم أسباب التسرب.. مشيراً إلي أنه خاطب كلاً من وزارة المالية والجهاز المركزي للتنظيم والإدارة لتعيين 28 مهندساً منذ 2012. ولم تتم الاستجابة!!!
.. ودعيني أقول: إن البرنامج يضم 140 مهندساً واستاذاً متخصصاً. من عدد 60 مهندساً سافروا إلي أوكرانيا أثناء تصنيع القمر الصناعي "الضائع" للتدريب علي هذه التكنولوجيات.. وصلت تكلفتهم 2.5 مليون جنيه.. وللأسف.. لم نستفد من أوكرانيا في نقل تكنولوجيا تصنيع القمر الصناعي. والتجميع.. وسمحت للمهندسين المصريين بالتدريب علي التصميم فقط!!
.. وأخيراً أكد د.مدحت مختار. رئيس الهيئة أهمية أن تلحق مصر بدول العالم في البرنامج الفضائي.. حتي لا يفوت الأوان. ونجد أنفسنا في ذيل الدول.. مشيراً إلي أن ترتيب مصر في مجال الفضاء.. طبقاً للإمكانيات التي تملكها. الخامس علي الدول العربية.. وقال إن الأمل في استعادة مصر وضعها الإقليمي والدولي سيكون من خلال الفضاء.