تحتمس الثانى.. الفرعون الذى تسبب مرضه فى حكم حتشبسوت مصر

اعتلى تحتمس الثانى العرش بعد موت والده وتزوج من أخته غير الشقيقة حتشبسوت، وحدث أن مرض تحتمس الثانى بمجرد اعتلائه للعرش، ولما لم يكن له ابن فى ذلك الوقت فقد قامت زوجته وأخته حتشبسوت بالحكم من وراء الستار.
تحتمس الثانى الفرعون الرابع من الأسرة الثامنة عشرة من مصر القديمة خلال عصر الدولة الحديثة. شيّد بعض الآثار الطفيفة وقام بحملتين لكنه لم يفعل شيئا آخر خلال فترة حكمه، وربمًّا كان يتأثر بقوة زوجته حتشبسوت.
تأريخ حكمه خلال 1493-1479 ق.م عثر على جثة تحتمس الثانى فى مخبأ بالدير البحرى فوق المعبد الجنائزى للملكة حتشبسوت، ويمكن مُشاهدتها فى المتحف المصرى فى القاهرة.
قام تحتمس الثانى بعد توليه الحكم بالقضاء على العصيان والتمرد فى كوش بالنوبة ونصب لوحة بانتصاراته عند الشلال الثالث. وقد عمد إلى تأمين حدود مصر الشرقية ومناجم النحاس فى سيناء، كما قام بحملة إلى سورية على البدو (شاسو) الذين يعيشون على الحدود السورية، وكانت فلسطين منطقة نفوذ المصريين وكان الحال فيها آمنا على وجه العموم، حيث إن المصريين لم يتدخلوا فى شئون عبادات سكان بلاد الفتوحات.
حكم تحتمس الثانى لفترة قصيرة وعلى الرغم من قصر مدة حكمة، إلا أنه عُثر على لوحتين بجوار الشلال الثالث كانت نتيجة للحملة الحربية التى شنها ضد النوبيين.، وهم بمثابة تأكيد لوصول نفوذه إلى نفس المكان الذى وصل إليه نفوذ من سبقوه من الملوك. ولكنه توفى بعد فترة وجيزة من وضع اللوحات.
كما ساهم تحتمس الثانى فى البناء لمعبد الكرنك حيث أقام البوابة الثامنة ونحت تمثالين له أمام هذه البوابة، واقام معبد فى شمال مدينة هابو بالأقصر أكمله ابنه تحتمس الثالث، كما توجد له آثار فى معبد قمة وفى سمنة بالنوبة، كما وجد له تمثالا فى الفنتين.
وقد عُثر على مومياء تحتمس الثانى فى خبيئة بالدير البحرى بعد أن عبث ناهبوا القبور بمومياء هذا الملك حيث أعيد لفها وترميمها، وكغيره من الفراعنة، فلقد انعقدت يدا الملك فوق صدره فى الوضع الذى أتبع لأجيال عديدة.
ولقد أوضحت الأشعة السينية التى أجريت على المومياء أنها لرجل فى الثلاثينيات من العمر، ويغطى جلده طبقة داكنة، لا يظن أنها مرض، ربما كانت ناتجة عن عملية التحنيط كما عثر على الرجل اليمنى مفصوله تماماً عن الجسد. وعلى غير العادة فى مومياوات الفراعنة، فإن أظافر الأيدى والأرجل كانت مقلمة ونظيفة.